الجمعة، 23 نوفمبر 2012

مشروع عرفاني ومبشرات:

باسم الله الرحمان الرحيم . والصلاة على محمد وآله وصحبه . 
 إن الأقدار هي التي ساقتني سوقا لهذا الإجتهاد، ولم أكن لأطيق كل هاته الحمولة العلمية لولا منة الله علي بتكوين عرفاني جذبي دام لأكثر من عشر سنوات ، كانت الروح فيه لا تشعر بالأرض إلا تفكرا في القرآن الكريم ومعالي الكون.. فكنت أطوف في المكتبات طواف مجذوب لأقتني كل الكتب التي تهم فهمي العميق أولا للدين.. ثم الكتب التي تتعلق بتدافعات المذهبية الإسلامية على كل المستويات.. فقد كان انتمائي قبل الجذب لحركة الإخوان المسلمين عالميا:فشغفت بمنهجية سيد قطب ومحمد قطب وهمة زينب الغزالي وخطب وكتيبات كشك رحمهم الله.. وكان حلم الأمة الإسلامية يراودني لكن بكل تقدمية ومعاصرة.. وطبعا بكل ثوابت أصالتنا : وكنت وقتها طالبا في البيولوجيا ..فأثارني الأسلوب الإستقرائي العلمي الذي تستعمله هاته العلوم فروضت عقلي لأبحث علميا بنفس المنهاج إلا أن المعلومات الغزيرة لعلم البيولوجيا لم تكن تهمني كثيرا.. فغيرت الشعبة نحو الإقتصاد لأفاجئ حقا باستعمار فكري غربي لكليات الإقتصاد والسياسة والحقوق وكل العلوم الإنسانية .. فكنت وأنا أتلقى الدروس أفتح أحيانا أمامي وريقات لأسجل ملاحظات إسلامية على كل المدارس الإقتصادية .. لحد مجادلتنا إسلاميا لبعض الأساتذة .. فكانت الجملة المثيرة التي وجهتني للإهتمام بمشروع مدرسة فكرية إسلامية : جملة الأستاد محمد لحبابي وهو برلماني اشتراكي وقتها إذ تحدانا قائلا :" تقولون الإقتصاد الإسلامي فأين هذا الإقتصاد الإسلامي علميا؟ " ففهمنا أن اللغة العلمية الأكاديمية حقا تنقص مشروعنا الإسلامي المتدافع باسم الحركية الإسلامية كلها .. ومن هنا جاء انقطاعي عن شعبة الإقتصاد في السنة الثالثة لأتفرغ حقا لهذا المشروع الحضاري باسم الإسلام .. أي النداء بمدرسة فكرية إسلامية.
ليمن الله علي بجذب صوفي : إذ كنت غير مؤهل لخوض هذا الغمار: فتكويني ليس في شعبة إسلامية وأحمد الله على هذا :لأني أنتقد المستوى الذي تدرس به اليوم العديد من الشعب الإسلامية في وطننا العربي .. فمعظم الطلبة في هذه الشعب لا يملكون الثقافة الواجبة عن المدارس الفكرية المناهضة لنا علميا..ولا حتى عقلا جدليا ذو منطق سليم اللهم النذرة :لأرى بأن العلوم الإسلامية الحالية ضرورية لكنها غير كافية لتدافعنا الحضاري ..ليمن الله علي بقراءة آلاف الكتابات الإسلامية.
ولأنزل ميدانيا  لساحة الحركات الوطنية فجالست جماعة العدل والإحسان بالمغرب قارئا لكل أبعادها وأدبياتها فسجلت كل إيجابياتها وكل سلبياتها .. لكن تحركي هذا صادفني مع بعض إخوة التوحيد والإصلاح فتعرفت أيضا من المجالسات الثقافية لهؤلاء الإخوة ومن قراءتي لجل أدبياتهم على كل أبعادهم خصوصا بعد ارتباطهم بحزب العدالة والتنمية .. لكن كنت دوما أضيق داخل هاته الجماعات ثقافيا كما يرون أني لا أشاطرهم نفس المنهاج .. لتثيرني أخيرا حركة البديل الحضاري فقرأت بيانها واتصلت شخصيا برئيسها آنذاك الأستاذ محمد الركالة .. لحد كتابتي كتيبا مقارنا بين البديل الحضاري والتوحيد والإصلاح لم أطبعه ، ولكنه لم يعد مهما لمشروعي..كما جالست العديد من السلفيين الظلاميين منهم والمتنورين..فاقتنعت بضرورة تطبيب الفكر الرجعي الجامد مهما كان مصدره: إلا أن التطور يقضي لوحده على مثل هاته الحركات الناسفة لكل الحضارة الإسلامية:
والسلفيون قسمين :
جماعات متنورة رغم اقتصارها على الفقهيات فقط ورغم منهجيتها البسيطـة ..
وحركات ناسفة من الواجب نسفها بتربية أفرادها وتنويرهم .. ونسجل ضدها القيام بتفجيرات في ديار الإسلام.. فالمذهبية الإسلامية الحقة لا تبيح قتل الإسلامي للمسلم مهما أثم : بل ولا للكافر إلا إن ظلم.
إلا أن الملاحظة الكبرى التي كنت أسجلها على كل هاته الفصائل هي غرقهم في الوطنية وهذا محمود ..لكني أحثهم كإخوة للتدافع الحضاري أيضا بعالمية المذهبية الإسلامية إنطلاقا من بعدهم الوطني هذا .. فهم مرابطون للإسلام: والمسلمون أمة مهما غرقنا في خصوصيات الوطن ..مسجلا طبعا العديد من المشاهدات الأخرى .. لأجد نفسي قد دونت مسودة كتاب :

" فقهنا الحركي " بدراسة ميدانية هنا في المغرب وفي هولندا وفرنسا :" حيث جالست جماعة التبليغ هناك لأدرسها بدورها ميدانيا لكن دون اطلاع على كل أدبياتها وجالست كذلك إخوة الجبهة الجزائرية وكذا الإخوة الأفغان وكذا العديد من علماء ودعاة المشرق والمغرب .
هذا بعكوفي عامين تقريبا في مسجد بهولندا مع الأستاذ الدكتور الفاضل محمد غريب :وهو أستاد منفي من مصر لحركيته الإسلامية ومن خريجي الأزهر الشريف لآخذ فعلا إسلاما فقهيا عمليا في مستوى كل تطلعاتي ...
لكن فوق وقبل هذا ..وأنا في حدة الجذب من الله علي بمجالسة إخوة الزاوية القادرية البوتشيشية فأعانوني بحق على إتمام تجربتي الروحية طائفا بجل مقامات التصوف لحد الشهود :
فحققت الحق ببغيتي
وصفيت قلبي
وفزت بنظرتي
ور أيت الغيب سرا
وصرت عارفا لوجهتي
قبلتي الله
أينما اتجهت
رأيت وجهي كوجهتي
ولأشرح هاته القصيدة لي قصيدة : بداية جذب قرب القيامة .
وزيادة على هذا فقد كانت ثقافتي السياسية عميقة أصوليا لارتباطي بحزب الإستقلال الذي كان حزبا أصيلا عند جهاده الأول .. ورغم أني ألاحظ عليه بعض المنزلقات الفكرية والعملية بل والمبدئية فإن العقل السياسي لهذا الحزب جد مرن ومتنوع ويحتوي كل الأطياف: فهو بحق حزب كل التيارات من الملحد الكافر حتى الولي الصالح ومن الإسلامي السلفي حتى العلماني المتنكر .. لأرى : ضرورة مجهود كبير من قيادته لإصلاحه ..فهو مسؤول على أزمتنا رغم اعترافي الكبيربإنجازاته على كل المستوات .. كما أني كنت لا أتصادم كثيرا مع الرفاق الإشتراكيين إلا أخلاقيا" فأنا ضد الميوعة الإشتراكية الزائغة لحد الفكر الإلحادي : فممارسات العديد من الرفاق تحكم عليهم بالردة التامة عن الإسلام" ولكن العقلية الإشتراكية ليست كلها شيوعية كما يظن البعض ..بل منهم من اقتبس من الشيوعية كلها ما لا يتصادم بتاتا مع الإسلام لحد الكلام عن الإشتراكية الإسلامية ... وأحيي لحد الآن فيهم النضال الصامد فقد انتزعوا لنا العديد من الحقوق تماما كما فتح الإستقلاليون لنا العديد من الآفاق ...لكن الأحزاب الإشتراكية العربية كالعديد من الأحزاب العلمانية الأخرى لا زالت لم تستفد من قرآننا الكريم ..بل وكل الأحزاب العربية :بما في ذلك مدعوا المرجعية الإسلامية.

 وللحزبين" حزب الإستقلال ، والإتحاد الإشتراكي " الفضل الكبير في بناء العقل المغربي الذي هو اليوم عقل عالمي بكل المعايير ..دون نسيان طبعا لأفق الإدارة الملكية للملك الحسن الثاني رحمه الله " فقد كان علامة بما يجب لفترته.. واليد الحديدية كانت أصيلة ومعاصرة به رحمه الله: بل وكانت ضرورية ضد الغزو السياسوي الغربي الذي استلب بعض تياراتنا لحد الإلحاد .ولو نجحت والله المؤامرات التي حيكت له لنسفت كل الحضارة المغربية نسفا : ويعد لحد الآن الحسن الثاني : مدرسة سياسية تاريخية من الواجب الإستفادة منها في فقهنا الدبلوماسي .. فالكمال لله :" والحكيم تغفر هفواته إن سهى"..بل وخطبه رحمه الله ذات ثقل بلاغي وسياسي وازن وحكمة بالغة.... كما أرى والله أعلم.
كما أن منهج " حزب الخضر " البيئي أثارني كثيرا بأوروبا وأدعوا الله تعالى أن يوفق بعض المسلمين لاتخاذ منهاجه لا عقيدته..لكنه ليس وحده المعترف به منهجيا في مدرستنا فكل المناهج الحزبية المدافعة عن الحق والخير هي أحزابنا: دون انتماء كلي لحزب واحد: بل ونلاحظ ما يجب إسلاميا عليها كلها .. كما كان يثيرني كثيرا الدهاء السياسي الكبير لمجاهدنا ياسر عرفات .. وكذا الجهاد المقدس لكل فصائلنا الفلسطينية واللبنانية .. لتكون قضية فلسطين أولى وأكبر عقد مدرستنا هاته.
كما أومن بنجاعة العمل الجمعوي أكثر من نجاعة العمل السياسي ..فانتميت لحركة الطفولة الشعبية التي أول شعاراتها " الدفاع عن الطفل المسحوق ماديا أو معنويا " رغم تحفظاتي من بعدها التربوي .
كما أن مادة الإيبيستيمولوجيا جعلتني أتفتح على كل المدارس الفلسفية .. مركزا كل دراستي على قول بعض أساتذتنا الأجلاء " لا تحاولو أن تحفظوا معلومات المدارس بل افهموا مناهجها جيدا واقرأوها إجمالا تجدوا أنفسكم قادرين حتى على نقد ها "..مما سنح لي بثقافة إسلامية متفتحة على كل الفكرالعالمي .وكل النضال السياسي العربي وكذا الجهاد الإسلامي.
وبهاته الحمولةالعلمية والتربوية والميدانية والمنهجية.. وبتفرغ كامل للتجربة الروحية والفكر الإصلاحي لحد الجذب كان هذا المشروع: المدرسة العرفانية للسلام الإسلامي.
لكن رغم كل هذا كان ينقصني خاتم التحفيز لإجتهادي الفكري هذا .. خصوصا بعد أن بدأت مسودة مشروعي العلمي تكتمل .. فاتصلت بالعديد من الأساتذة منهم الجامعيون فكان أول من صفق للملامح الأولى لهذا المشروع " الأستاذ المهدي لمنجرة " .. كما اتصلت بجامعيين آخرين لكني لا حظت انغماس كل أستاذ في مادته ورؤيته الجزئية من نافدته ..لأجد نفسي ذو منهجية شمولية وعقل استقرائي نقدي وعلمي وميداني وصوفي أيضا..
ولم أكن لأتجرأ على هذا المشروع لولا شهادة أعتز بها من الحبيب المصطفى عليه صلاة الله التامة :
ففي رؤيا مني له على صورته الأرضية تواضع نازلا وسلم علي ـ عليه مني الصلاة والسلام ـ وقال لي "أهلا فقيهنا " ثم أعطاني كتابا في العرفان . بعد أن فتحه على إحدى تجليات مقام المحبة .. ومن هاته الرؤيا استنبطت العديد من الأجوبة على الكثير من تساؤلاتي لأني كنت أنتظر ولو دون شعور إشارة غيبية لمشروعي : فأهل العرفان لا يتحركون دون هاته الإشارات .. ففهمت ضرورة إتمام كتابي العرفاني الذي بدأت ، والذي شغلتني عنه شعب المدرسة المتفرعة .. 
فقد أدبني رسول الله صلوات الله عليه عبر الرؤى تأديبا :
ففي الطفولة رأت إحدى عابدات العائلة وأنا في سن لا يتجاوز السبع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرسني ...
وخلال جذبي رأيت الرسول صلوات الله عليه يخترق الفضاء نحو كوكب وضاء فتساءلت: لمن هذا النور؟ فأجابني صوت لا أدري مصدره" إنه نور أمنا خديجة " رضي الله عنها .
وفي رؤيا أخرى دخل علينا الرسول وأستاذي المصري بهولند ا واتجه للقبلة واقفا ثم دعا سرا وهو في خشوع لا يطاق ... .فرأيت الرسول صلوات الله عليه فانيا مثلي في الله .لأتأكد بأن التربية الروحية حقا تربية الأولياء قدس الله أسرارهم. وخصوصا بعد أن غادرت الزاوية القادرية البوتشيشية تأثرا بصديق سلفي لي من تونس : كما تتالت لي لحد اليوم أكثر من 20 رؤيا نبوية ولله الحمد ...................................................................................
.......................................................................................................................
وكذا العديد من الرؤى العرفانية والنورانية والمهدوية والعديد من التشيؤات الظلامية يقظة في حرب لي صوفية مباشرة مع الأبالسة بعدها ، وقد كنت قد فصلت بعضها هنا :................................. ..............................................................................................................................................................................................................................
 لكني حذفت كل تفاصيلها ها حتى لا يكذبها من لا يومن بالعرفانيات : 
إذ بدا الحق حقي
وبدا الوجه وجهي
لكن نفيت :
بلا رب غير ربي
فتوحدت لله به
تماما كتوحده لي
فالتوحيد توحد
ووحدة شهود
ووحدة وجود باسم الله
لا بذات إلهي
فصححت سراب الفناء
بفقه بقائي.
وسجنت إبليس
بالقلم وحاميم نوني
وفرضت ديانة الخلاء
على كل شياطيني.
فزغدرت من جناتها
لهذا حورياتي
لكن دنياكم
لن تطيق علياء جذبي:
فإن شفع غدا محمد ص
فآمينه بالله آميني.
وإن لم تر النور لعماء
فلا تكذب نجومي .
فالقرآن نور
والله نور
ومحمد نور
والولي نور

وروحي نور
نور لنور بنور على نور:
فكيف تطيق أنواري؟
وأنت سجين نفس
ولو أسلمت
لا شوق لها للمعالي:
فسلم جزاك الله
وابحث عن ولي رباني .
لتفهم أن الدين لب
وجهاد روح..

وسلوك وتفاني.
ثم علم لا لشكل:

بل لمعاني.
فلا يسجننك فقه الإسلام
وارق لفقه إحساني :
ترى الأنوار جهرا وتراني .
.............
...........
فإن ختمتم السلكة حفظا
فهذه بالله سلكتي.
وقد كنت أحبذ ستر كل هذا لولا ضرورته كبعد أخروي للمدرسة : وحتى لا يحتقر هذا المشروع العلمي الضخم .
فمن علوم الآخرة علومي
ومن عوالم الروح قدومي
واليوم لكم أشير
وغدا لإبليس سمومي
وبعدي مهدينا
يحقق للأرض رسومي
فإن اغتم صهيون
فمن غيومي
فلا تسلمي عنهم
سوى بشلومي
فعنك كان جنوني
يا أمتي:
فلتقومي
فهاته قصيدة مشيرة لبعدي الأول .. ومنها أنزل للخطاب العلمي:ولكم التعريف الأول لمشروع مدرسة الأنوار العرفانية .وذلك لأن مشروعي الثقافي لا يمكنني تنزيله  إلا من خلال مدرسة فكرية إصلاحية مستقبلية نحو المهدي عليه السلام . عملا بقوله ص:

" خاطبوا الناس على قدر عقولهم " :

1 :تعريف جدلي لمدرستنا ومشروعنا:


تبقى المدرسةالعرفانية للسلام الإسلامي  في تعريفها الأولي: مدرسة فكرية إصلاحية: قرآنية سنية سننية تجديدية وحدوية ومهدوية ، وذات منهاج شمولي في :
ـ دراسة الإسلام بمصادره وعلومه 

-المساهمة في تطبيب كل الإيديولوجيات الضالة .
ـ مناهضة كل المشروع الصهيوني علميا .
وذلك بهدف التأسيس لمشروع حضاري نهضوي للأمة - وليست  المسلمة فقط - بل لكل الأمة الإنسانية ، ولتطبيب كل حركيات مذهبيتنا الإسلامية..
كما تطمح المدرسة لتقدم الإنسانية جمعاء بعلوم إسلامية حقة وبديلة عن كل الإيديولوجيات الضالة والمتسربة وللأسف في ثوب العديد من العلوم .:
وأفق المدرسة عصر المهدي عليه السلام الذي بدت أولى علاماته ، والذي بشر به المصطفى عليه السلام في أكثر من ثمانين حديثا نبويا يصحح بعضها البعض سندا ومنطقا وتبشر كلها بالمهدي عليه السلام ..
وقد أخرج معظمها الأئمة السنيون أحمد ومسلم وابن ماجة والطبراني  ..
ومروية عن كثير من كبار الصحابة كأبي هريرة وأم سلمة رضي الله عنهما ، وقامت عليها بحوث عديدة من أشهرها كتاب : الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة للعلامة المحدث السني صديق القنوجي البوخاري ، والذي حققه مسعد عبد الحميد السعدني.. كما أن كتب أهل السنة و أهل التشيع معا عن المهدي لا تعد . 
فالمهدي ليس فكرة شيعية كما يظن البعض بل أمره منصوص بصريح السنة . 
فنتفق مع الشيعة في حتمية قدومه لكنه ليس كما يصفوه كإمام لهم رغم أنه من آل البيت رضوان الله عليهم .
فالمدرسة إذن إصلاحية ذات بعد جهادي عرفاني مهدوي ولهذا ربطت علومها اليوم بالتدافع الحضاري كانطلاقة علمية نحو نصر أمتنا الإسلامية. ولإنقاد الإنسانية من علوم التيه والضلال .
وككتاب مبين أول وأساسي  لنا نستند على القرآن الكريم : الذي للمدرسة تعريفها الخاص له وللسنة كما سترون :
و لكن المدرسة باللغة الدنيا مدرسة تتكامل معاصرة وكليا مع كل المدارس الأصولية .. وتؤكد في تدافعها الحضاري على العلمية بمواد تجديدية.. كما أن لها خصوصياتها .بل وتعريفها الخاص للسنة والكتاب.
وبتعريف فقهي " نحن أهل كتاب وسنة " فالكتاب إمام والسنة مأمومته الأولى والأخيرة" : لكن بتفتح على كل المعارف الحقة ، وبكل علمية وعرفان .. اجتهاداتنا كلها سوى منهما :
فنعرف القرآن الكريم شموليا :بأنه كلام الله تعالى:ـ بلغة عربية دنيويةـ : والموحى فرضا لمحمد عليه الصلاة والسلام :الذي أنزله بحكمته البالغة وبعصمته الكاملة للخلود دنيا وبرزخا ثم آخرة "وهو :
" تبيان لكل شيء"أي مشير لكل ما يهم تدين الخلائق .. وكتاب مقدس مرتبط بكل الكتب المقدسة السالفة التي نومن بتحريفها كلها .. والكتب الإلهية القدوسية الأخروية اللاحقة . ولا يمكن بتاتا فهمه دون ربطه التام برسولنا محمد عليه الصلاة والسلام
لكننا وبلغة جزئية يمكن أن نعرف القرآن تعاريف عديدة "أنظر مقدمتنا :نحو تفسيرعملي للقرآن الكريم:  
ونعني بمدرسة سنية :
أننا نوقن بالرسول صلوات الله عليه كمثل أعلى وأسوة حسنى في كل أمور الدنيا والآخرة .. كما نومن بعلوه الفكري والقلبي والروحي .. وربانية نظرته الوجودية ...لذا فإننا نرى في سنته صلوات الله عليه بحورا وعلوما جمة وكثيرة وكبيرة .. ولا نقزم السنة في منهاج واحد أو مذهب من المذاهب أو جماعة من الجماعات..بل السنة عندنا فقهيا هي:
ـ اتباع الرسول في أقواله وأفعاله وتقريراته وكذا أحواله
وعمليا تعني السنة:
ـ التطبيق العملي لمقامات الإسلام كدين كلها:
من الإسلام كمقام إلى كل مقامات الإيمان فمقامات الإحسان حتى سنة الولاية بأفق الصديقية كثاني مقام بعد النبوة .
وعلميا نرى أن السنة الشريفة لها مصادر أربع :
ـ القرآن الكريم
ـ الأحاديث الشريفة
ـ كتاب الله المنظور : الكون ..مصداقا لقوله تعالى " ويتفكرون في خلق السماوات والأرض"
ـ روح محمد عليه الصلاة والسلام .
وعن هاته المصادر الأربع تنبثق كل العلوم الحقة في الإسلام بكل مقاماته..وحتى الأخروية .
إلا أن كلا من هاته المصادر بحر من البحور التي لا تنفذ علميا ...فالسنة إذن علميا لا متناهية وكل يغوص فيها حسب منهاجه ..إلا أننا نسجل هنا ادعاء بعض الفقهاء و العلماء و المفكرين و المدارس و المذاهب و الجماعات تمثيلهم للسنة في شموليتها وهذا خطأ فادح ..بل كل له نسبيته المعقولة في التعامل مع الإسلام الحنيف إقتداء بسنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام...ولكل قوته التي يتميز بها عن الآخرين ...وميوله السني إما لعلوم البيان كالفقه أو علوم البرهان كالفكر أو علوم العرفان كالحكم والتربية الروحية . ونحن نسعى للمس كل هذا الشمول في اقتدائنا بسنته عليه السلام.لا الإحاطة بكل هذا الشمول المنيع.
فسنة المصطفى عليه السلام مفرقة علميا إذن بين :
ـ فقه الفقهاء ـ وعلم العلماء وفكر المفكرين ـ وحكمة وتربية الأولياء .
ولهذا يستدعي تدريسها :
البيان الأدبي ـ والبرهان العلمي ـ والحكمة العرفانية . ـ والتربية الروحية
ويجمعها كلها علمان " علم الظاهر وعلم الباطن " أو لتقل :
علم الدراسة : الذي يلزم بالفقه في علوم الإسلام والإيمان : وهذا يمكن أن يفهمه حتى الكافر.
علم الوراثة : وهو التفقه في علوم الإحسان لحد علوم الولايات الكبرى أو الصديقية . وهذا علم ذوقي سلوكي ممارساتي بل وشاعري شعوري :لا يلمسه غير المومن ولا يفهمه غير المحسن ولا يجتهد فيه غير الحكماء.
لكننا لا ندرس السنة تنظيريا فقط.. وبعقل مجرد: بل من باب علم كبير نسميه " فقه العمل "
فمدرستنا تهتم بفقه العمل أي العلوم العملية الواجبة للمسلم ومجتمعه وأمته وكل الإنسانية . إنطلاقا من قرآننا الكريم والأحاديث الشريفة وكل علوم الإسلام وبعدها كل العلوم الحقة .
فهذا هو الموجز عندنا في تعريف السنة فقهيا وعمليا وعلميا:
وأما السنة الفكرية عندنا فهي محاولة التقرب عقليا من النظرة الوجودية لرسول الله صلوات الله عليه.. وهذا يستدعي الرفع من مستوى الفقه القلبي والعلم العقلي والصفاء الروحي لعلنا نذوق قبسا من بحور أنواره صلوات الله عليه: اقتداء طبعا بالقرآن الكريم وأحاديثه الشريفة عليه الصلاة والسلام..
 فما إجتهاداتنا كلها إلا بهما ومنهما ...
.. ومتأملين طبعا في كتاب الله المنظور : الكون وكل علومه ما استطعنا ، وبكل حكمة ، كما أمر الله تعالى ورسوله صلوات الله عليه ... 
ونعني بمدرسة سننية :
أن مدرستنا تومن بعلمية السنن الكونية وبأن علم الله تعالى وبعض صفاته تتجلى في كل الكون الفسيح ، ومن الذرة حتى المجرة . ولهذا فكل العلوم الكونية الحقة نعدها علوما إسلامية.. 
كما نومن بأن هناك إشارات علمية في كتاب الله المسطور : القرآن الكريم ، عن كتابه المنظور : الكون كله .
ولهذا ننادي بأسلمة العلوم :
وليس هناك إشكالية في إسلامية كل العلوم الحقة ، لكن المشكل عندنا في العلوم الإنسانية التي تدرس في كليات الآداب وكليات الحقوق والإقتصاد وكل العلوم الإنسانية ..
فهاته العلوم هي التي نومن بأن فيها ضلالات يجب تطبيبها إسلاميا. بينما تكفينا إضافات قرآنية وحديثية لكل العلوم الحقة .
ولهذا تهتم مدرستنا بكل ما يفكر فيه المسلم فرديا واجتماعيا ومجتمعاتيا لكن بمنهاج علمي عملي يسعى للمس الشمولية :
ونعني بهذا :
منهج نستشفه من الحكمة المأثورة : " لكل آية ظاهر وباطن وحد ومطلع "
والآية تعني هنا الآية القرآنية كما تعني كل آية من آيات الله الكونية أو الإجتماعية أي أية ظاهرة من الظواهر الإنسانية أو أي موضوع أو فكرة ...ولهذا فمنهجنا الشمولي يرتكز على دراسة أيه فكرة أو موضوع أو ظاهرة من خلال :
1 ـ الظاهر : وذلك باستقراء دقيق وموضوعي لشكلها البارز ...وهنا نسقط في إشكالية المنهج الظاهري الذي سندرس به هذا الشكل ..وهنا نقول بتعددية المناهج وليس المنهج التعددي :ونعني بتعددية المناهج اعتماد كل باحث على منهاجه المختص فيه ..فكل فلسفة خلقت منهاجا ..وكل علم بل وكل موضوع يحدد منهاجه أو مناهجه.. لهذا نترك للباحث اعتماد منهاجه المعين والذي يجب أن يعرفه ويشرحه للقارئ قبل دراسته للظاهرة أو الموضوع . وتبدو شموليتنا هنا أننا لا نقبل بأحادية المنهاج في دراستنا :بل يجب أن ندرس الفكرة أو الظاهرة بمناهج متعددة ما استطعنا لذلك سبيلا...لنغوص حقا لحقائقها من خلال المقارنات والمقاربات .

2ـ الباطن : وهنا نتساءل عن ما وراء الشكل وما وراء الفكرة وعن دلالاتها..وما يمكن أن يستره عنا أو يبرزه لنا هذا الظاهر ...وهنا يجب ربط الموضوع بكل تساؤلاته الممكنة ..واعتماد منهج سليم كذلك للجواب ...وهنا نوصي الباحث باعتماد نفس المنهاج الذي درس به الظاهر .
3ـ الحد : أي تسجيل الحدود التي لا تتجاوزها الظاهرة أو فكرة النص . وكذا القواعد والأحكام التي تشير لها فمثلا: عند كلامنا عن علم الحديث كموضوع : فإن حكمه أنه يعنى بالأحاديث بشتى تصانيفها ..لكن حدود المحدث أن لا يجتهد في النص .لأن ذلك مهمة الفقيه فهو المحدث المجتهد .فالإجتهاد هنا حد للمحدث لكنه ظاهر للفقيه . كما أن تعريف الفقيه والمحدث حد في هذا الموضوع .
4ـ المطلع : أي الآفاق التي ترمي لها الفكرة أو الظاهرة.. وهنا نفتح كل النوافذ الممكنة على الموضوع لإغنائه وتعميقه بطريقة كلية جهد المستطاع.حتى نلمس كل أبعاده الممكنة.
وحتى لا نعوم غرقا في دراسة أي موضوع فمن فروض منهاجنا الشمولي هذا اعتماد الإيجاز والتلخيص:
وذلك لكي لا نسقط في الدقائق المملة التي تفتح نوافد ثانوية للموضوع لأننا إذا ما اعتمدنا التحليل الدقيق هنا فسنخرج بمجلدات لكل آية .. وسنقع في نفس الآفة التي وقع فيها الغرب :فالمناهج الغربية مثلا تعتمد عموماعلى الدقة اللامتناهية في الدقائق لحد غرقها في مواضيعها. وكفرالعديد من الباحثين بها بجل الأفكار الشمولية.. وكذا أفكارها الكبرى وحكمها .. 

وكل علوم الغرب علوم دقيقة ..ولا بد لنا من دراستها فنحن لا ننفي فوائدها : فالحقة منها علوم إسلامية لا ريب لأن أساسها كان بالطبع إسلاميا كما يشهد المؤرخون النزهاء ..لكن الضالة منها يجب تطبيبها اليوم : وحتى تشافى حقا فدواؤنا الوحيد هو هذا المنهاج الشمولي ذو المرجعية الإسلامية ...فلو أن الكافر اعتمد هذا المنهاج لتساءل عن باطن وحد ومطلع نفسه أولا ولوصل بالتالي لحقيقته :
فظاهر الإنسان مثلا: أنه جسم حيواني وهنا وقفت علوم الكافر
بينما باطنه: أنه روح سماوية
وحده: أنه محبوس في جسد ومحدود الطاقات كلها في الدنيا.. وهو مخلوق لم يخلق نفسه . .......
وأفقه: أن يكون عبدا لخالقه وبأن هاته هي غايته الوجودية ........
فكل هذا الباطن والحد والمطلع لا يعترف بها الكافر .بل ولا يعترف بها أيضا العديد من الشكليين رغم إسلامهم ..وذلك لسجنهم الرهيب في ظاهر السنة الشريفة دون الغوص في أبعادها الثلاث الأخرى .
لكن الله تعالى يقول " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا "
فلكل طاقته الفكرية والقلبية والروحية والعملية في التعامل مع إسلامه ..وكل يرتاح فينا لمنهاجه الملائم ...إلا أن من بين أهدافنا " الرفع من مستوى الوعي الديني بل وتجديد عقل المسلم " لأن العقل الإنساني اليوم عقل مرتبط بعلوم غزيرة ولا زالت تصب بغزارة وسيولة فائضة..ويجب أن نكون في مستواها منهجيا وعلميا على المدى البعيد ..وإلا سنظل نرفع قرآننا بشعارات وفقه وعلوم ذاتية دون اقتحام لكل العلوم الإنسانية. فالسادة الفقهاء جزاهم الله قاموا بدورهم كاملا إلا أن فكرنا الإسلامي اليوم لم يرق بعد لينتج علوما بديلة.. ولم يرق فكرناعلميا لمستوى فقهنا بكل مذاهبه. والفكر الإسلامي نعده اليوم كمزبلة من ذهب ما علينا سوى التوعية بأن الذهب يجب أن لا يرمى هكذا :وما علينا سوى تنظيمه وسبكه من جديد وفي موسوعة للفكر الإسلامي إن أمكن .ولهذا كانت مدرستنا مدرسة تجديدية :
واختصاصنا العلمي " البحث العملي في القرآن الكريم سنيا  وبكل العلوم الحقة ..وتطبيب كل العلوم بالقرآن والسنة والعلوم الإسلامية".وهذا يبدو اليوم كخبال طوباوي بعيد المنال. خصوصا ونحن نتساءل :بأي عقل يجب أن نتعامل مع الإسلام ؟
فكما يومن الأستاذ طه عبد الرحمان : لنا ثلاثة عقول في تعاملنا مع الإسلام ودراسته :
1 ـ العقل المجرد : وهو العقل الدارس للإسلام دون ممارسة : كعقول المستشرقين ، فهذا العقل لا نعتد به وهو بالنسبة لنا جاهل بجواهر الإسلام مهما كتب من إنشاءات .
2 ـ العقل المسدد : وهو العقل الدارس للإسلام والممارس له .. فهذا عقل مسدد بالعمل وله فكرة عملية على الإسلام : فالفكرة عن الخشوع مثلا ليست هي ممارسة الخشوع ..فالممارسة تنحو نحو المعرفة أما بعدم الممارسة فلا معرفة تثار . وهذا عقل العديد من فقهائنا الأجلاء جزاهم الله خيرا .. فعلومنا الفقهية عموما قامت بعقول مسددة بالأعمال والحمد لله . هذا إذا عرفنا الفقيه : بالمحدث المجتهد .. أما الفقيه العارف بأسرار التدين فهذا يرقى نحو :
3ـ العقل المؤيد : وهو عموما عقل العارفين بالله الذين لمسوا بعض أنوار النظرة الوجودية لرسول الله صلوات الله عليه .. فكانوا فقهاء للإحسان .. وعلومهم مركبة تركيبا غيبيا : إذ تمتزج علومهم الدنيوية بعلوم الآخرة .. وفتح الله عليهم لحد ولايته .. فنصمت عن أسرارهم وعلومهم الكبرى ونكتفي
في مدرستنا بمدخل لعلومهم والذي لا يمكن لمسه دون تربية روحية خالصة حقا لوجهه تعالى.

وبهذا العقل المؤيد والحمد لله كان هذا المشروع.. لكني لم أعتمد أسلوب العرفان إلا في بعض كتيباتي وفي بعض قصائدي .. وحتى أتواصل علميا أعمد اليوم إلى العقل المركب النقدي الإستقرائي .
وأعني به: ذاك الفكر الذي يقرأ بموضوعية ودقة جميع أوجه الموضوع : فمثلا كما قال محمد الأمين :
"يمكن أن نضرب مثالا لهذا العقل المركب من خلال قوله تعالى " أفرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى "
فلها ثلاثة أوجه " أي أن الناهي ينهي المصلي "
أو " الناهي ينهي إذا هو صلى "
أو " الناهي ينهى عبدا أثناء الصلاة "
فهذا مثال رائع عن أسلوب تفكير العقل المركب . فالعديد من الآيات لها عدة أوجه ..لكن يجب هنا أن لا نسقط في ازدواجية المعايير : فنقول مثلا عند قوله تعالى " كل من عند الله ":
إن عصينا فالسيئات من الله عز وجل أيضا كالجبرية " بل ما أصابك من سيئة فمن نفسك "
فللإسلام منطق وقيم ثابتة ومعايير كثيرة يجب مراعاتها ونحن نتعامل مع القرآن خصوصا ..ونتقي ازدواجية المعايير عند العقل المركب الذي يجب أن تكون له قيم مبدئية ثابثة.
فعلي رضي الله عنه قال لابن عباس حين كان يجادل الخوارج فيجادلونه بالقرآن ..فقال له علي ض :"جادلهم بالحديث فإن القرآن ذو وجوه " فالخوارج كما يبدو كانوا يسقطون في ازدواجية المعايير..لكن عليا رضي الله عنه كان ذو عقل مركب لحد قوله للصحابة :"ها هنا علم غزير لو وجدت له حاملا " فبرز من هنا أن له عقلا مؤيدا : كما قال عنه رسول الله صلوات الله عليه " أنا مدينة العلم وعلي بابها " .. وبمنهجية علي رضي الله عنه هاته نرجوا دراسة القرآن وعلومه بل وكل العلوم الإسلامية وغيرها: 

" عقل استقرائي نقدي مركب ومؤيد "
مما يبرز عظم بحور العلوم الإسلامية والقرآنية خصوصا ..وأنا أخجل من نفسي كمسلم حينما أقرأ اليوم في مادة علوم القرآن " أنها هي الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وطرق دراسة الآيات عموما ...." فهاته فقط أدوات لاستنباط علوم القرآن الكريم : فأين هي علومه التي منها مثلا :
علم اليقين " كلا لو تعلمون علم اليقين "
علم الكتاب " وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك "
العلم اللدني " وآتيناه من لدنا علما "
وكل علوم الإعجاز العلمي والأدبي.. .وغيرها مما لا يعلمه إلا هو سبحانه.
فهاته هي الآفاق التي يجب أن نسميها علوما قرآنية..: فمن القرآن الكريم يمكننا استنباط العديد من العلوم تماما كاستقرائنا للكون وأضرب مثلا :
ففي مادة الميطودولوجيا " أي علم المناهج " : من آخر المناهج المبتكرة صحافيا بداية الموضوع بتساؤل ما. " وهاته المنهجية نجدها في العديد من الآيات " عم يتساءلون ؟ هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ؟ هل أتاك حديث الغاشية ؟...." فلم لم نتبناها قبل الغرب ؟ أكسل أم ماذا ؟؟؟.
كما أن هناك منهجية ناجحة علميا وهي " التقديم فالأطروحة ثم نقيضها ثم الخاتمة " وهاته المنهجية مستعملة أيضا في العديد من السور كالواقعة مثلا " مقدمة ـ أصحاب اليمين والمقربون ـ أصحاب الشمال فخاتمة " لهذا ننادي طلبة مدرستنا بضرورة الإهتمام بعلم المناهج انطلاقا من القرآن الكريم :
وهذا علم نسميه " موسوعة المنهجية القرآنية": وهو استناط مناهج الكتابة انطلاقا من كل سورة أو من مجموعة الآيات التي لها نفس الموضوع ... وهي موسوعة من الواجب إعدادها منهجيا .
وكمؤسس لمدرسة الأنوار العرفانية هاته عبر الأنترنيت .فإني غرقت في هذا المشروع منذ سنة 1985م حتى 2005م حيث كتب هذا المشروع ..ثم ها أنذا أجدد أرضيته وأنا لا أزال فيه غارقا سنة 2012 م. ومؤكدا رغم كل هذا وللأبد: على أن كل كتاباتي مجرد مسودات وإشارات تسعى لتكون حقا أرضيات صلبة نحو مشروعنا المستقبلي :والذي لا أستطيع لوحدي تدوينه:بل وكل كتبي رغم ما يبدوا فيها من شغف مجرد مسودات إشارية .. ولكن هذا لم يمنعني من أن أختص ـ كخطوة أولى ـ في مواد أراها ضرورية للشرح الأولي لهذا المشروع .. والذي هو مشروع تدافعي يحاول دحض العلوم المنكرة: فكل علم منكر وجب علينا تطبيبه بالمعروف ..ولهذا نومن بالتدافع الحضاري /العلمي ضد المشاريع الصهيونية كلها وكل المشاريع الإمبريالية عموما....
وحتى ننزل مشروعنا المطبب للإيديولوجيات الإمبريالية المسيطرة اليوم وللأسف وبمذاهب فكرية وعلمية كبيرة على كل علومنا الإنسانية والحقوقية والإقتصادية..والمستعمرة للعالم كله بهيمنتها على العقل الإنساني عالميا.. أشرح رؤيتي كمؤسس للمدرسة من خلال بعض الشعب العلمية المطببة لحركيتنا الإسلامية أولا بغية  الوصول إلى مشروع حقا حضاري باسم المذهبية الإسلامية ضد المشاريع الصهيونية والإمبريالية التي لا زالت وللأسف تتقوى بعلوم مغلوطة غزيرة كسلاح لاستغلال الإنسانية،وتوجيهها كما تشاء..

  وموادنا التدافعية الأولى هي :
1 ـ شعبة التفسير الشمولي للقرآن الكريم : وهي مادة لا يمكن بتاتا الإحاطة بها بإجمال فكل آية بهذا المنهاج لها علوم كبيرة لا تسيغها إلا الجنة :
فهناك آلاف من العلوم التي يمكن استنباطها من القرآن الكريم: أبدأها وكمدخل فقط لهاته الشموليةب"إشكاليتنا الفكرية للتدافع الحضاري بالقرآن كله" ..فنحن ندرس البديل القرآني علميا والإسلامي عموما انطلاقا من كل أزمات الأمة بل وكل أزمات الإنسانية فنبدأ علومنا بعد هذه الشعبة بـ :
2ـ شعبة التنظير للتدافع الحضاري: أو الفقه الحركي
3ـ شعبة فقه التنوير
4ـ شعبة علم اليقين العرفاني .
5ـ شعبة أسلمة العلوم
6 ـ شعبة الإجتهاد الأصولي .
7ـ شعبة فقه الإقتصاد الإجتماعي كمدخل لتنزيل اقتصادنا الإسلامي .
8ـ شعبة الجماليات الإسلامية .
وهي شعب نحتاج لمن يعيننا على تحريرها : فقد أحطنا ببعض آفاقها: ولكن التحرير يحتاج لنخبة لا بأس بها من الطلبة والباحثين النبغاء والنبهاء. 

وحتى تكتمل المدرسة إسلاميا نحتاج لفقهاء أصوليين مجتهدين في مشروعنا هذا : لأن العقل الأصولي أكثر أصالة منا : لكنا نرى تكاملنا التام معه بميلنا أكثر نحو التجديد والمعاصرة :
وشعارنا الأكبر :" أينما كان الحق فذاك المذهب "
فنحن ننتمي لكل المذاهب السنية ولكننا لا ننفي الحكمة الشيعة التي لها مناهجنا الخاصة ووقائعها الخاصة رغم دعمنا للنقد السني للعديد من الفرق الشيعية وبرفض قطعي للعقيدة الباطنية التي والحمد لله لا يدين بها كل الشيعة : تماما كقبولنا للنصيحة الشيعية ..فلكل مذهب تاريخه وجغرافيته.
ولكن تكويني كمؤسس للمدرسة لا يسمح لي بتاتا بالإجتهاد بمنهج أصولي .. فذلك يحتاج لتكوين فقهي أصولي متين.. لكن يمكننا القيام بدراسات بيوغرافية حول كل المدارس الأصولية.. راجين مدد رجالات ذوي تكوين أصولي شمولي يسمح لهم بالإجتهاد لربطنا بهم أصوليا .. وبتوصياتنا أيضا:فلا حقيقة دون شريعة.
وهاته مواد نراها ضرورية لكنها غير كافية كعلوم للمدرسة لأن كل علم أو فقه إسلامي تلزمنا الشمولية الإرتباط به فهما..إلا أن موادنا هاته مواد إستخلصنا وجوبها كمواضيع أولية لتدافعنا الحضاري ..وكعلوم للتعريف بمشروعنا العلمي هذا مؤكدين على علمية وسنية البديل الإسلامي مهدويا .. فالمهدي عليه السلام أفق جهادي تدافعي: ولن يكون زعيما سياسيا بل طالب علم :ولهذا نركز على العلمية الإسلامية كبديل مستقبلي :والله أعلم.

2 : فقه التفسير الشمولي :


حتى ندرس قرآننا الكريم بمنهاج شبه شمولي.. وندرس كل آية بظاهرها وباطنها وحدها ومطلعها وكذا الأحاديث الشريفة المتعلقة بها وكل علومها ..فهذا يحتاج لنخبة كبيرة من الباحثين .. ووقت لا بأس به.. وكل المراجع اللازمة ..وهذا أمر لازم لمشروعنا بل هو مشروع في حد ذاته ..وهو مشروع قرآني نسميه:
" مدخل للتفسير الشمولي للقرآن الكريم " نرجوا الله أن يوفق عصبة من رجالات الإسلام للمسه ..فما ذاك على الله بعزيز .رغم جزمنا بأنه مفيد للباحثين أكثر: لا لعموم المسلمين.. وقد شرحنا قبل هاته الفقرة منهاجنا الشمولي المعتمد .
إلا أني باعتمادي هذا المنهاج لفهم القرآن الكريم وجدتني أسجل الفقرة التالية :
هناك إشكالية بسيطة عندنا كمسلمين في مادة تفسير القرآن الكريم :
فالله جعل القرآن الكريم مبينا وواضحا ويسيرا " ولقد يسرنا القرآن للذكر " لكنه عميق وثقيل:" إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا " .. ولمس الثقل العلمي للقرآن الكريم ليس بالتلاوات التعبدية فقط بل بقوله تعالى " أفلا يتدبرون القرآن؟ "..وبين التلاوة البسيطة والتدبر هناك مستويات عديدة لفهم القرآن الكريم .. ولهذا اجتهد المفسرون الأجلاء كل حسب ثقافته وفهمه ومستوى تدبره في محاولاتهم للتفسير ..فكان لكل مفسر قوته التي لا نجدها عند الآخر وميزته التي يتميز بها .. واعتماد كل التفاسير الماضية دون استثناء كمراجع علمية ضرورية  لمدخلنا نحو تفسير شبه شمولي ...إلا أننا لا نسميها تفاسير للقرآن الحكيم بل تفسير فلان للقرآن ..ما دام معظم المفسرين لم يربطوا تفسيرهم بمنهاج معين ...كما لا نقول بأنا نفسر القرآن بمنهاجنا : بل فقط ندعوا لمدخل ل "التفسير الشمولي للقرآن الكريم " والذي لا يمكن أن يحيط به بشر: فكلام الله لن يعلمه في شموليته سواه عز وجل ثم مصطفوه عليهم السلام .. إلا أننا نسعى للإقتراب ولمس هذا الشمول جهد المستطاع " وعلو الهمة من الإيمان ".
وما دمنا لحد الآن لم نجد النخبة الضرورية لنجاح هذا المدخل ..فقد أخدت بادرة " التفسير العملي للقرآن الكريم " الذي يعني ببساطة إستنباط الأعمال التي تمليها كل آية أو جملة آيات.. وهكذا حددت هدف بحثي في القرآن الكريم..
ولا أدعي هنا تفسيرا شموليا لأية آية بقدر ما أضع تقديما لفهمي لها اعتمادا طبعا على بعض التفاسير وعلى ثقافتي الخاصة قبل أن أقوم باستناط بعض الحكم ثم الأعمال اللازمة لتطبيق كل آية ..إلا أن هذا التفسير العملي رغم بساطة منهاجه بدا جد منيع :فقد وجدت نفسي محتاجا لنخبة أيضا لإتمامه.. ولم أدون لحد الآن سوى كتاب الفاتحة فالعلق وسبح ثم الغاشية والفجر . وهاته الكتب الخمس استغرقت أكثر من سنة فأين الستون حزبا إذن إن ظللت منفردا ؟ ..بل وأين كل مشروع المدرسة .؟
لأغير منهج بحثي وأقتصر وبكل إيجاز على:الأعمال البادية من كل آية :ولأمضي زهاء سنة أخرى في موجز فقه العمل بجزء عم فقط: ثم لأفاجأ بضعفنا الكبير كمسلمين أمام أعمال هذا التفسير: وأعدل عن هذا المشروع العملي:جازما بأننا فرادى وجماعات وبكل هيئاتنا الإسلامية :عاجزين عن الإرتباط عمليا بتفسير هذا الجزء..فكيف بالقرآن كله؟:

فاللهم ارحم ضعفنا.
وموازاة مع هذا إستنتجت أنه من الواجب أن نتعلم كيف نحدد منهج تفسيرنا للقرآن الكريم .. فالمفسر الواحد يمكنه أن يعتمد مناهج متعددة لإنجاز تفاسيرعديدة إن كان في مستطاعه ..وخصوصا إن كانت له نخبة من الطلبة النجباء .. وفوق هذا ستبقى هذه التفاسير عمليا: للخاصة فقط.بل ولخاصة الخاصة.

كما تبقى الإشارة مع هذا :إلى قلة قراء التفاسير وكذا ميل العامة للتفاسير البسيطة.. فما فائدة كل هذا المجهود؟ ..
وأجيب: بأن هدف المدرسة هو الدراسة الشمولية للإسلام قصد استنباط علوم تجديدية تدافعية في كل المجالات:لهذا فلا يهمنا القارئ البسيط .. فذاك يكفيه تفسير عالم واحد وبعض الكتيبات الفقهية ..لكننا نؤسس لمدرسة فكرية مرتبطة بمذاهب عرفانية علمية: فلا بد إذن من انطلاقها بإحكام وذلك بالتعامل بدقة وعمق وشمولية مع القرآن الكريم: فهو شمسنا الذي نستمد منه كل الأنوار .بالرغم من أن هذا فقط لآحاد الناس.
كما أننا ننادي على هامش هذا المشروع بضرورة تخريج الموسوعة القرآنية حسب المواضيع :
فقد قام العديد من الفقهاء الأجلاء بتصنيف آيات القرآن الكريم حسب المواضيع ..فلا بأس إن قمنا بتلخيص المعاني الإجمالية لكل موضوع في موسوعة قرآنية جامعة تبقى مرجعا دائما للباحثين .
فهذا هو مشروعنا القرآني الذي نرجو الله تعالى أن يكتب لنا أجره " فالأعمال بالنيات " .ومواده تتجلى في:
ـ موسوعة المنهجية القرآنية ": وتعنى باستنباط مناهج وأساليب الكتابة إنطلاقا من كل سورة أو كل مجموعة آيات لها نفس الموضوع .
ـ مدخل للتفسير الشمولي للقرآن الكريم: ونوصي هنا باتخاذ منهاجنا الشمولي إن أمكن .
ـ الموسوعة القرآنية حسب المواضيع: وتشمل الأفكار العامة والإجمالية لكل موضوع قرآني.
ـ الدعوة لاستعمال مناهج متعددة في التفسير: كل حسب اختصاصه.
ـ التفسير العملي للقرآن الكريم : المادة القرآنية الوحيدة التي بدأناها ببركة الله تعالى .. والتي نحن بحاجة لأقلام دقيقة لإتمامها.وتعنى فقط باستنباط الأعمال المباشرة والغير المباشرة من الآيات .
إلا أن هناك عقولا ملائكية كبيرة وأرواح برزخية إنسية وجنية  تتتبع كل خطوات الإجتهادات القرآنية فهو كتاب دنيا وآخرة .. كما أن هناك أرواح شيطانية خبيثة وعقول إنسانية ضيقة ستعترض طريق المجتهد: لهذا فإن التعامل مع القرآن الكريم إجتهادا يتطلب عندنا عدة فرائض :
ـ النية الخالصة لله تعالى مع الطهارة الدائمة.
ـ إعتماد المنهج الشمولي أو إحدى المناهج العلمية قبل البدء في الشرح
ـ تحديد المنهج وتحديد هدف البحث
ـ الهمة العالية والمستوى اللازم..وأن يكون الباحث على يقين من قدرته على التعامل مع قرآننا العظيم عملا وعلما .
وقد اعتمدنا هنا :فقه العمل بالقرآن الكريم:  كمادة تدافعية كافية لبديلنا مستقبلا وذلك مصداقا لقوله تعالى " وجاهدهم به جهادا كبيرا " فالجهاد العلمي والعملي بالقرآن الكريم سنيا: إذن مشروعنا الكبير  ..ولهذا استهدفنا :
ـ أكبر منهاج : الشمولية
ـ أكبر ميدان : الكونية
ـ أكبر تدافع : الحضارة .

ـ أكبر مقام : فقه الإحسان .
ـ أكبر عدو للإنسانية : الحركة الصهيونية وكل ذيولها .
ـ أكبر نصر مستقبلي : التبشير بالمهدي عليه السلام .
فكان شعارنا التدافعي الأول " نحو حركية إسلامية حضارية عالمية ":ليصير بعد ربيع العرب وخريفنا الإسلامي: الأنسنة بكل الإسلام مشروعنا.
فمذهبيتنا الإسلامية اليوم فقدت حماسها وحركيتها لأسباب وأمراض وأخطاء بل وذنوب وآثام عديدة ...وخصوصا بعد الربيع العربي الذي لا يعني غير خريفنا الإسلامي. مماجعلنا نفكر في تطبيب العاملين في حقل المذهبية الإسلامية أولا قبل أي حديث عن الآخر. . فنحن لا ندرس القرآن  الكريم ببرودة.. ولن ننتظر المهدي عليه السلام بكسل وتواكل .. بل علمنا أن المهدي لن يكون زعيما سياسيا.. ولا رئيسا على سواد كبير.. بل مجرد طالب سيقرأ المهدويون علاماته فيبايعونه وهو للإمارة كاره .. ولهذا رفعنا راية العلم نحو المهدي عليه السلام وبأكبر الآفاق الممكنة كما رؤيته العرفانية عليه السلام...
ولهذا نزرع له كل العلوم التي نرجو أن ترص مستقبلنا نحوه كأمة مسلمة مستهدفة وبكل حدة :
ولهذا كانت كل شعبنا التحضيرية التالية ونبدأها ب :

3 : فقه التنظير للتدافع الحضاري أو الفقه الحركي:

وهي مادة تدافعية هدفها التنظير لتنزيل  المشروع الإسلامي علميا ، ولن يتأتى هذا سوى :
1ـ بإصلاح الخطوات الإيديولوجية لحركيتنا الإسلامية: وذلك بالإستفادة من كل أخطاء الماضي والتخطيط العلمي أقول العلمي للمستقبل .. لتحرير حركيتنا الإسلامية من ارتجالات الواقع السياسوية...والتزام سياسيينا بكل مبادئها : مع عملهم الجاد لتنزيل بديلنا الإسلامي بكل تدرج وعقلانية..
ولا نعطي نعت الحركة الإسلامية إلا لكل كثلة متحركة حقا بالمبادئ والثوابت الإسلامية ..ومومنة بالسياسة الشرعية ساعية لتنزيلها بكل تدرج :حسب إجتهاداتها: فالحركية الإسلامية لا يحددها منهج جامد بل تحددها مبادئ وقيم تتلخص كلها في مبدأي الحق والخيرلا النفعية والمصلحية كما يرى البعض .. فكل من يدافع عن الحق وكل من يسعى للخير دون مس بقيم الإسلام فهو مواز لحركيتنا الإصلاحية وخصوصا إذا كان يدين بالإسلام ..ولا يومن بوهم فصل الدين عن الدولة : كإثم أكبر للعلمانيين .. 

فالحركية باسم الإسلام لها شرف تنزيل كل العلوم الإسلامية وبكل تدرج  وعلمية....أما الحركة بإيديولوجية مصلحية وآراء أحادية بسيطة: بعيدا عن البديل الإسلامي :فهي والله نكستنا ومصيبتنا اليوم . ونحن نرى العديد من حركاتنا تتكهن لكل مبادئها الأولى وقد جرفتها إرتجالات الواقع بعيدا عن كل مرجعيتها الأولى . 
فالشطر الأول لهاته المادة إذن هو " العلمية الحركية في تنزيل البديل الإسلامي".
2ـ بينما يشير الشطر الثاني: للتصدي للمشروع الصهيوني ميدانيا : وذلك لن يكون ما لم نكمل مشروعنا الحضاري العلمي البديل بكل علومه: وبكل تفتح على مستجدات المستقبل .. فنكون في مستوى الخطاب الديبلوماسي الراقي للتواصل مع حكامنا دون منازعتهم الأمر:إلا سلميا.. فالنصيحة البناءة أنجع من النقد الهدام .. لعلنا نكون مستقبلا في مستوى الدهاء السياسي الغربي المسيطر اليوم على كل المنظمات العالمية :سواء منها السياسية أوالإجتماعية وكذا الإقتصادية بل وحتى ذات الطابع الإنساني المحض:فالصهيونية مهيمنة اليوم ومن زمان على كل العقل العالمي .
فهاته هي الأهداف الأولى لهذا الفقه الحركي الذي يجب تنزيله بمناهج علمية سليمة .... ولهذا كانت لنا دراسة  أولية ..في مسودات خمس تحت عنوان :
ربانية الجهاد الحضاري وهي :
ـ نحو حركية إسلامية حضارية عالمية
ـ ضد الإسلام ـ
ـ سلام جهادنا الحضاري
ـ إشكاليتنا الحضارية
ـ مقدمة جهادنا الحضاري
حيث نشرح رؤيتنا التدافعية الأولى ..

ثم عبر كتاب " ورفعنا راية المهدي عليه السلام "
بجزئه الأول تحت عنوان : بداية جهادنا الحضاري
وجزئه الثاني تحت عنوان : نهاية جهادنا الحضاري .
وهاته الكتب كلها مجرد مسودات وبحوث أولية نحو استنباط فقه حركي إسلامي بحق  .. مما يلزمنا :الوعي الكبير بالإستراتيجيات المعادية للأمة.. وبفقه دبلوماسي ناجع .. .

الأمر الذي يفرض على سياسيينا دراسة العديد من العلوم القانونية والسياسية الواجبة لهذا . لعلنا نتحرر مستقبلا من المخططات الصهيونية السابقة واللاحقة.. 
مما يلزمنا ب :
ـ الوعي بالإسلام كبديل حضاري
ـ الوعي بالإستراتيجيات المضادة للأمة وكل علومها السياسية .
ـ فقه الواقع : وقد أثاره العديد من علمائنا الأجلاء
ـ الدراسات الميدانية الدقيقة لكل موضوع .

- الصدق في تنزيل البديل الإسلامي تدريجيا لا التخلي عنه كاملا وللأسف: كما حالنا. 
 وهذا مجملنا عن الحركية السياسية علميا: 
فماذا عن الإنسان ؟
 وماذا عن التربية والوعي اللذان نتبناهما للإنسان المسلم حتى يكون في مستوى هاته التطلعات الحضارية التدافعية مستقبلا؟ 
إنها :الأنسنة بكل الإسلام: 
ولهذاأسسنا لعلم آخر هو:فقه التنوير:

4: فقه التنوير:


العلم نور.. والإيمان نور.. واكتسابهما الأسمى لا يتم إلا بالقرآن الذي هو بدوره نور من النور تعالى.. ثم بسنة النور محمد عليه الصلاة والسلام ..
وبعدها كل أنوار الممارسة الإسلامية والإيمانية والإحسانية.
ففقه التنوير الإسلامي :علم يهدف إلى الرفع من مستوى النهل من كل أنوار الإسلام :عبر العمق في تكوين العقل المسلم وتجديد فهمه على الدوام.. وذلك عبر تربية إيمانية إحسانية تسعى للشمول والكمال ..ولن يتأتى ذلك بانغلاقنا على علومنا الذاتية :بل لا بد من تفتح نقدي بناء على كل الفكر الإسلامي بل والعالمي :لمن كانت له مناعة من الإستلاب والإنبهار بفكر الآخر وحضارته.
ولهذا يبقى هدف فقه التنوير :
ليس تلقين معلومات فقط :بل محاولة الرفع من مستوى عقل المسلم ليكون عقلا استقرائيا منطقيا نقديا طبيعيا ذو ثقافة عالمية عالية:لأن هاته الصفات لا تجتمع في عقل إلا كان مجددا.
بشرط أن يكون الطالب ذو عقل مسدد على الدوام بالعمل الصالح .

ونعني بالعقل الإستقرائي : قدرته على قراءة المعلومة المكتوبة أو المخطوطة أو المرسومة أو المنحوتة أو الكونية إجمالا بكل دقة وبمنهج علمي سليم ..وهذا أساس متين من أسس الوصول لكنه الاشياء ودراستها حقيقة .
ونعني بالعقل المنطقي ذاك العقل القادر على تركيب نسقية فكرية صادقة وحقيقية ولا يمكن أن تكون أفكاره متناقضة...
ونعني بالعقل النقدي العقل القادر على استقراء أخطاء وهفوات الأفكار أو النسقيات الفكرية المغلوطة مهما حيك منطقها ..ولهذا فهو يبدأ دوما بنقد ذاتي لمنطقه أولا قبل الآخرين ..فالنقد أساس البحث عن الحقيقة ولهذا فهو عقل حواري يلتزم بكل شروط الحوار النزيه:
ـ حسن الإستماع ـ حسن الفهم ـ حسن الرد ـ حسن الإستفادة: بهدف الوصول للحقيقة ..مع إخلاص نية الحوار حتى لا يكون بناء لا هداما.
وذاك هو الجدال بالحسنى الذي أمر به الله تعالى" ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن".
ونعني بالعقل الطبيعي ذاك العقل الذي لا يصادم الطبيعية كما العديد من الفلسفات الهدامة التي كانت وبالا على كل المخلوقات: بل عقل مسالم للكون ورب الكون.. وما دام الخطأ غير جائز في الطبيعة فكذاك هذا العقل يحاول دوما عدم الوقوع في الخطأ بكل أنواعه للوصول للحق والحقيقة:وبهذا يتجنب هذا العقل الطبيعي :
ـ الخطأ العلمي عبر الجدل المنطقي الإستقرائي مستنيرا دوما بعلوم الإسلام ومصادره كلها.
ـ والخطأ السلوكي :عبرالعمل الصالح. واجتناب كل النواهي مهما صغرت:ولهذا فهو ليس عقلا مجردا بعلم دون عمل: بل هو عقل مسدد بالعمل ..وكل عمل إنما هو علم جديد: ويثمر معاني علمية وسلوكات يتذوقها السالك بالعمل الصالح ولو لم يعبرعنها .. وبذلك يكون عقلا ذوقيا يحس ويشعر ويلمس المعاني لحد كماله بالإلهام والحكمة: وذاك هو العقل المؤيد بالواردات الربانية والإلهامات ..والذي هو عقل الكمل من أهل الإحسان.
فهدف فقه التنوير إذن هو تكوين عقل المسلم وتجديده على الدوام:بكل العلوم النافعة :وبفقه قلوب.وعمل صالح متواصل.

ويقبل كل المستويات :
الطالب ذو العقل المسلم المجرد
وذو العقل المسلم المسدد بالعمل
وذو العقل المومن المسدد بالعمل والذوق
ثم ذو العقل المحسن المؤيد بالإلهام والحكمة.
فما بداية فقه التنوير إذن وما أفقه؟
يبقى الغرض الأول هو المساهمة في إصلاح أزمة الفكر التي نعيشها كمسلمين على العديد من المستويات:
على المستوى الفردي : إذ هناك فهم ساذج وبسيط عن التدين والإسلام عند العديد من المسلمين :كرسته العديد من العوامل الداخلية والخارجية لحد الكلام عن بلادتنا الفكرية ..فالهدف الأول هو معالجة البلادة الفكرية وعلاقتنا الساذجة مع القرآن الكريم والحديث الشريف أولا .
على المستوي العلمي : فهناك تخلف فظيع لنا كمسلمين: وخصوصا عند بعض علمائنا في العلوم الشرعية:إذ هناك قصور كبير في معالجة مواضيع وعلوم العصر: لحد أن علوم القرآن لا زالت محبوسة في أدوات البحث فيه :ولهذا نحتاج إلى أسلوب بل وعلوم تجديدية في كل الشعب:وهذا على صعيد فكرنا الإسلامي لا فقهنا السني الذي والحمد لله منظم.. وبكل إحسان:

  وهذا التجديد بدأه والحمد لله بامتياز المفكرون الإسلاميون وكذلك العديد من الفقهاء ..لكن ينقص مستجدات فكرنا الإسلامي الضبط والتنظيم:في موسوعات علمية تجديدية متناسقة: لا ككتب سرعان ما تدفن في المكتبات . وهذا الترتيب الفكري سيجعل الفقيه يعود لعصره لا ريب:لأن هزيمتنا الحالية وللأسف هزيمة فكرية وعلمية..وفي آفاق علومنا الإسلامية: لا في أسسها وأصولها أوفي فقهيات سلفنا الصالح.
وهذان هما مستويا الغرض الأولي.. 
أما أفق فقه التنوير فهو :
تربية المسلم تربية شمولية حضارية تسعى للكمال والقدرة على التدافع على كل الواجهات:وذلك عبر تكوين علمي أساسي وتحضيري أولا في ما يعلم من الدين بالضرورة:
ثم التربية الروحية للمسلم ..وتوعيته بفقه القلوب
قبل تربيته على السلوك الحضاري....
ـ وللنبهاء بعدها التكوين الإيبستيمولوجي: للتفتح على كل المدارس الفكرية العالمية .
فهاته هي علوم الخطوات الأولى عندنا: نحو مسلم حقا حضاري متنور ..أما التكوين العالي في فقه التنوير:فيلزمه أذواق علم اليقين وحقائق الإيمان ثم فقه الحكمة كمادة تكميلية .
ولهذا أضحى فقه التنويرهذاعلما يعمد لتجديد فكر المسلم بكل حضارة :فالمسلم الحضاري مستقبلا هو البديل.والذي من الواجب عليه قبل كل هذا الإستئناس :
ـ بقواعد وأصول الفقه
ـ بقراءة عملية لكل فقه السنة وفقه السيرة ..
ونحبذ هنا أن يملك الطالب إن أمكن عقلا نقديا جدليا لا يقبل فكرة الآخرين ببساطة .مع إصراره دوما على البحث عن جوهر الفكرة وحقيقة بل وحقائق كل موضوع :حتى لا يقع في النفاق العلمي دون قناعاته الخاصة.
وهذا دوما بعقل مسدد بالأعمال:فالعلم بلا عمل يوقع الطالب في قوله تعالى " يقولون ما لا يفعلون " وهذا نفاق عملي والعياذ بالله .وكمادة كبرى لفقه التنوير كما ذكرنا هناك علم اليقين المذكور في قوله تعالى: " كلا لو تعلمون علم اليقين ..." : وهاته الأسس كلها لن تنبني لها أية آفاق دون البداية بدراسة المصطلحات القرآنية نحو فهم بياني على الأقل لإشارات قرآننا الحكيم.

5 : علم اليقين العرفاني:


لماذا إختيار علم اليقين  كمدخل للتعريف بالعرفان في شموله ؟ لأنه وبكل بساطة :أفق كل التربية الروحية في الإسلام.. وهو علم التيقن من العقائد نحو كل حقائق الإحسان:أو لنقل الإيمان العلمي المفضي إلى عين اليقين " كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين " :وعين اليقين هذه :درجة عليا في فقه الإحسان بكل مقاماته وأحواله..والتي تشرحها منازل عليا في التصوف السني:كمقام المعاينة والمشاهدة المبتدئان غالبا بالبوارق والطلائع المحثة على إتمام السلوك.. مفضية لحق اليقين المذكور في قوله تعالى " إن هذا لهو حق اليقين " ...
فالقرآن كله حق لليقين ..لكن لن يتعامل مع القرآن كحق يقين إلا من كان له يقين حق وعلم بهذا اليقين .. واليقين عندنا هو سقف الإيمان ..: والموقنون أعلى من المومنين .
وهذا يحتاج لعقل راجح وقلب واسع وروح شفافة: تعلم وتفقه المعاني والإشارات.. وتسعى دوما للبحث عن الدلالات والحقائق في تدينها .. ولهذا يرتبط هذا العلم بالحكمة الإسلامية في شمولها..وبفقه الإحسان خصوصا،وحتى نفهم هذا العلم العميق .. ونصل لبعض حقائق الإيمان: لا بد لنا ابتداء من كتيبات حول:

ـ  فقه الإحسان : فنعرفه فقها وتصوفا .
ـ فقه منازل السلوك : وهو علم مرتبط بفقه الإحسان ويشرح المنازل والأحوال التي يمر بها الموقن بربه سبحانه: ولنا تلخيص مقدم لهاته الأحوال والمنازل في كتابنا "علم العمل بسورة الفاتحة ".
وهذا كبداية فقط: أما لمن أراد الغوص حقا في هذا العلم الغزير فلا بد له من توجيه: ومن مرشد : لممارسة سلوكه الروحي ولقراءة كتب الأولياء رضي الله عنهم ..فلفكر الولاية وللتصوف السني عموما شطحات لا بد للسالك من الحذر من إنزلاقاتها .. ولهذا لابد من شيخ للمريد .. لأن الولي يكتب ويشيربمستويات وأساليب وإشارات متشابكة ولكلامه آفاق جد :من لم يكن له مرشد ذو لب وذوق حق وذو إدراك صحيح لهاته العرفانيات: فالخوف عليه كبير عقيدة وعملا بل وحتى نفسيا وجسديا .. ولهذا قال الله في علوم الولاية :" ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا " بينما في العلوم الأخرى فالولي المرشد ليس لازما ..ولهذا فالضلال في هاته الآية باطنا يعني الضلال في هاته العلوم الكبرى لا ضلال أهل الكفر . والله أعلم .
ولعلم اليقين هذا الذي يشمله العرفان مواضيع عديدة لمحاولة ضبطها ألفنا كتاب " مدخل لعلم اليقين " وهو تحت الإنجاز ...فلم أجد بعد الوقت الكافي لتحرير مسودته.
أما العرفان عموما :فهو معرفة العارفين بالله ، وهو فوق العلم فالمعرفة أعمق من العلم.. فيمكن أن تعلم معلومات  لكن حين تقول أعرف الموضوع فهاته إحاطة كبرى وفقه خاص .. وهو علم قال عنه الرسول صلوات الله عليه كما يروى " من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العالمون بالله فإذا تكلموا فيه لا ينكره إلا أهل الغرة بالله "والله أعلم بصحة هذا الحديث فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه .
فانظر هنا إلى لفظ "العالمون بالله" : فلها وجهان :
ـ العالمون باسم " الله تعالى " وأسراره التي لا تفشى رغم أن بعض الأولياء أشاروا لها .
ـ العالمون بمساندته المباشرة لهم سبحانه وتعالى .
والعارف بالله أو العالم بالله يعرف بكلتا الوجهين: فهو عارف باسم الله بعونه سبحانه وتعالى .
والعلم باسم الله هو من المقامات العليا للعرفان .. الذي له عدة علوم من أرقاها :
ـ العلم اللدني : كما الخضر عليه السلام الذي قال عنه تعالى 

" وآتيناه من لدنا علما "
ـ علم الكتاب :الذي قال فيه تعالى " وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ".. فدراسة الكتب المقدسة إذن تفضي أيضا لعلوم تتحكم في الماديات يمن الله بها على من يشاء ..ونؤكد هنا أن المهدي عليه السلام سيكون له هذا المستوى من العلم ماديا :لأن بدراسته للإسلام سيستخرج كنوز بيت المقدس وتابوت بني إسرائيل وروى عنه الرسول صلوات الله حقا عجائب .

وهذان العلمان هما أرقى ما يصله العالم المسلم .
وللمدرسة مشروع عرفاني أيضا يتلخص كما ذكرنا في :
ـ علم اليقين : ولنا فيه مدخل أولي
ـ فقه الحكمة : ولنا فيها كنموذج الحكمة الصوفية
ـ فقه السلوك : ولنا فيه كتاب علم العمل بالفاتحة
ـ العلم بالله أو العرفان : ولنا فيه مشروع كتيبات وكذا بعض القصائد :

ثم وقبل كل هذه العلوم ومعها وبعدها:التدبر في كل قرآننا الكريم علما وعملا.فدونه لا علم ولا عمل.
وكمدخل لهذا:لا بد لنا من مقدمات لفقه الإحسان: نتمنى إنجازها بحول الله وقوته قريبا .

 وعلم اليقين هذا نحدد مدخله العملي بعلم أسميناه " فقه الهدى " ..كما أن من آفاقه " فقه الإتصال الروحي ".
فماذا عن هذا المدخل وهذا الأفق؟:
أـ فقه الهدى :
إذ يدعو كل المومنين الله تعالى في الصلوات ب" إهدنا الصراط المستقيم "
والهداية لسبيل الله المستقيم هذا ليست ذات مستوى واحد: إذهناك هدايات عديدة لكنها متناسقة:هداية لظاهر الإسلام وأخرى لباطنه وأخرى لحده وأخرى لمطلعه :وعن هاته الهدايات الأربع يبحث هذا العلم لأن للمستهدين درجات :
فهناك المستهدي : الباحث عن الهداية
والمهتدي : اللامس لبعض مستوياتها
والمهدي : المحيط بكنه الهداية : وكنمودج هنا لنا المهدي عليه السلام .
ثم الهادي : القادر على الإرشاد: 

ولهذا: فإن كل الخلق لا يدعون سوى هداية إرشاد ، أما هداية التوفيق فليست سوى بمقدور الله سبحانه و تعالى .
أما المهدوي فهو كل منتظر وكل ناصر للمهدي عليه السلام وهذا هو موضوع هذا العلم : الذي نرجو التأليف العلمي فيه . فللهداية لكنه العبادات آفاق عديدة..ومن آفاقها الملموسة :
ب ـ علم الإتصال الروحي :فالقرآن كتاب غيبي له ارتباط كبير بكل الكون ..وتتتبع اجتهادات رجاله عقول ملائكية وأرواح جنية وأرواح برزخية نبوية وشريفة بل وكواكب كونية.. بل وتعرقل سير رجالاته تشيؤات شيطانية .
ولهذا فإن كل محسن له ارتباط ولو لم يشعرمع هاته الأرواح : لحد الإتصال المباشر معها يقظة أو مناما : وعكس الساحر الذي يعبد الشياطين لحد الإتصال معها:فإن للأولياء اتصالات فكرية وروحية مع العقول الكونية والبرزخية والملائكية بل وحتى الإنسانية الحية :
فمثلا:وكما جاء في سيرة عمر رضي الله عنه: "أنه كان يخطب الجمعة والصحابي سارية رضي الله عنه يقود الجيش في غزوة : فإذا بعمر ينادي من فوق المنبر " الجبل الجبل يا سارية " فعاد الجيش منتصرا ليؤكد سارية بأنه سمع صوت عمر وتحرز بالجبل فانتصر رضي الله عنهما وعلى كل الصحابة الأطهار .
والرسول صلى الله عليه وسلم وصف للصحابة إحدى الغزوات وهو في المسجد .
كما يتصل المسلم العادي بأرواح البرزخ بالرؤى المنامية: لحد الإتصال بأرواح الأنبياء..أو روح أحد الأولياء :عليهم السلام.
كما يمكن للمحسن أن يرى مجسمات روحانية ظلامية ونورانية أثناء سلوكه .
بل ويمضي الأمر لحد التواصل القلبي والحديث الروحي بين الأحياء كما في سيرة العديد من الأولياء...

وهاته فقط إشارات من الواجب الإيمان بها لأن المهدي عليه السلام كما جاء في بعض الأحاديث المروية والمصححة في كتاب الإذاعة لأشراط الساعة" ستسانده أبدال الشام : والبدل هو الذي تكون له صورته الروحية في الأرض..كما أن القطب هو الذي يرى صورته الحقة كعين ثابتة في ما وراء الكون . 

كما أن المهدي يبايع بصوت غيبي من السماء ومن كراماته رؤية الناس ليد سماوية " إقرأ أحاديث الرسول صلوات الله عليه عنه.. 
ونحن نشير لهذا الإتصال الروحي ليس لدراسته كباطن يقيني: بل فقط للإيمان به إن كنت من المحسنين المومنين حقا بالغيب: والغيب هو ما لا تراه أنت :وقد يراه غيرك إن صدق وتوفرت له شروطه .لأن هذا يحتاج لتوجه حق لا لكثير علوم. فلا يعلم الغيب بكل كمالاته  كشهادة إلا الله سبحانه وتعالى.
وهكذا نكون قد أشرنا وبإيجاز: لظاهر علم اليقين وبعض مطالعه.. أما بواطنه العليا فتذاق:
وكمدخل عملي لعلم اليقين هذا نوصي ب:
ـ المستوى الأول : العمل برياض الصالحين .
المستوى الثاني : العمل  بمدارج السالكين لابن القيم
المستوى الثالث : العمل بكتابنا الحكمة الصوفية
المستوى الثالث : العمل بكتابنا علم العمل بالفاتحة
المستوى الرابع العمل بالحكم العطائية
المستوى الخامس التوعية بكتاب ابن عجيبة في شرح الحكم العطائية
المستوى السادس قراءة رسائل ابن عربي بكل تأني وفطنة فكل جمله فيها تعد عندنا كتابا..لكن كتبه تغشاها المتناقضات :لذا ننصح بالعض بالنواجد على عقائد الإسلام في ظاهرها حذرين حقا من كل العقائد التي تغشاها العديد ممن يشهد لهم بالعرفان.

فهذا عن فقه الهدى وعلم اليقين بأسسهما وبعض آفاقهما:ولك الإشارة يا مهدينا عليك السلام .

6: فقه أسلمة العلوم:

إرتبطت بتيار أسلمة العلوم /إسلامية المعرفة منذ ظهوره في بداية الثمانينات ، وهي مهمة صعبة تحتاج لمنهج علمي رشيد للخوض في مناقشة أي علم من العلوم التي نود دراستها إسلاميا.. وقوة وضخامة الفكرة جعلت العديد  من كبار العلماء لا يستسيغونها .. ففي حوار مع الأستاذ " المهدي بنعبود عن هذا الموضوع أجاب " إن نادينا نحن بإسلامية المعرفة فسينادي آخرون بنصرانية المعرفة وآخرون بيهودية المعرفة وآخرون ببودية المعرفة فالمعرفة يجب ان تبقى إنسانية عامة "بل وبعض الدعاة يعارضون هذا العلم كبدعة وللأسف..
لكننا لم نكن لنتفق مع رؤيتهم :لأن كل الحضارات مبنية على أديان وفلسفات وإيديولوجيات كبرى ... والحضارات تنحو نحو القطبية :أي كل حضارة تحاول فرض قيمها عالميا كما يشهد المنهج التاريخي ..ولا تنحوا نحو الإنصهار : بمعنى القبول الكلي للثقافات الدخيلة بل دوما هناك قبول جزئي : أما القبول الكلي فيعني الإستلاب الحضاري والعلمي والثقافي : وهو النكبة التي يعيشها العديد من المسلمين اليوم من الذين استلبوا فكريا لحد الردة : وخصوصا كبار المثقفين في العلوم الإنسانية والإقتصادية والإجتماعية والحقوقية :

 فكليات الآداب والعلوم الإنسانية والحقوق والعلوم الإقتصادية والسياسية والإجتماعية عموما لا تدرس فيها مناهج إسلامية راقية مطلقا ، بل وإسلامنا مسجون بها علميا في بضع شعب: أما الشعب الأخرى فمنها ما يؤطر الطالب لحد الإلحاد الفكري بل والعلمي. وهو يصلي ويصوم .
ولهذا كانت فعلا فكرة المهدي بنعبود صائبة نسبيا حين قال بيهودية المعرفة ... ففعلا هناك علوم صهيونية مضللة جعلها اليهود رغم وعيهم بلا علميتها خططا لتمرير بروتوكولاتهم وكل مستقبلياتهم.. والذي يشهد العديد منها على ضرورة فرض علم اقتصاد يهودي على العالم  :" أنظر كتابنا : ورفعنا راية المهدي الجزء الأول : فقرة البروتوكولات".. 

 فلنا إذن حججا منطقية وكتابية وعلمية وتاريخية على صهيونية العديد من العلوم ..وعلى استخدام الصهاينة للمناهج العلمية المغلوطة لتمرير عقيدتهم بعلو الجنس اليهودي .. وهذا يحتاج فعلا لجهاد علمي رزين ..
فالأزمة الإقتصادية التي يعيشها العالم ليست أزمة ثروات ولا أزمة في عدالة التوزيع فقط: بل هي نتيجة حتمية لإقتصادهم السياسي المسيطر اليوم إمبرياليا على العالم وما وراءه من أهداف استغلالية لكل الإنسانية...ولن نفلت من هذه القبضة الهستيرية للصهيونية إلا بتطبيب علمي لكل علومنا الإقتصادية والقانونية والإنسانية ..وفرض علوم بديلة مصححة لكل ضلالاتها ..فالإقتصاد الإسلامي مثلا يعد بديلا كاملا عن  كل إقتصادهم السياسي :لكن يلزمنا أولا تجديد لغته ومحاولة إنزاله اجتماعيا كما سترون في مادة" الإقتصاد الإجتماعي كمدخل ".. وما ينطبق على الإقتصاد ينطبق على كل المدارس الفكرية الصهيونية المخربة عالميا للعديد من الشعب العلمية .
فأسلمة العلوم إذن عملية واجبة لتدافعنا الحضاري ..رغم أني لا أحبذ استعمال إسلامية المعرفة.. ولا نستعمل في مدرستنا إلا أسلمة العلوم .
وهذا حلم ...لكن كيف يتحقق؟
ـ ليس هناك مشكل في العلوم الحقة كالرياضيات والفيزياء والبيولوجيا والكيمياء وكل العلوم التي تستقرئ الطبيعة بكل علمية ..فهي إذن علوم كونية حقة ومشتركة بين كل الخلق.
ـ لكن في العلوم الأخرى مشكلتنا :
فالمواد التي ندرس اليوم في معظم جامعاتنا عدا كليات العلوم :نظريات غربية وذات فلسفات وإيديولوجيات ذاتية لمدارس صهيونية: ولن تجد ولو عالما مسلما واحدا يتكلم أصوليا أو حتى فلسفيا في هاته المواد أوتدرس كتبه ..عدا طبعا بعض شعبنا الإسلامية ...
ولهذا وجب على مجددينا تطبيب هاته العلوم لتتناسق كليا مع قيمنا ومعاييرنا الإسلامية ..وذاك يحتاج لجهد جهيد : ولكل منهاجه الخاص ، لكن لنبدأ بالكتابات النقدية أولا :
فحاول إن كانت لك ثقافة إسلامية سميكة أن تأخذ كتبا من علوم شعبتك التي تخصصت فيها ،وضع في دراستك له : التساؤِلات التالية :
هل هاته المادة علما حقا كالعلوم التي تدرس بكلية العلوم؟ لماذا؟
هل هي مادة منبثقة من القرآن الكريم والفلسفة الإسلامية ؟ كيف ؟
هل فلسفة مؤسسيها لا تتناقض مع النظرة الوجودية لنا كمسلمين ؟ لماذا ؟
هل تتناسق كليا مع الإسلام ؟ كيف ؟
هل بها هجوم سافر ضد القيم الإسلامية ؟وضح؟
ماذا يمكن أن نضيف كمسلمين لهاته المادة ؟

هل تستطيع نقد هاته المادة بنفس منهجها العلمي؟ وإلا فاستعمل منهاجك الخاص ؟
هل أنت في مستوى كتابة أطروحة علمية لنقد هاته المادة ؟ أو أطروحة اجتهادية فيها اعتمادا على ثقافتك الإسلامية لكن بمنهج علمي ومنطق سليم ؟
ضع إذن مقدمة عامة وحدد النقط الأولى وستملي لك الاطروحة نفسها لكن باعتماد كل المراجع اللازمة .
وبعدها هل تستطيع أن تضيف لقب فقه إسلامي لأطروحتك ؟ إن كان نعم اتصل بنا أو بإحدى الهيئات العلمية العليا ؟
فهاته هي البداية التي ندعو لها لأسلمة العلوم ..والتي من الواجب علينا كمدرسة أن نضع لها فقها خاصا إنطلاقا من منهجنا الشمولي هذا: ولهذا كانت مادتنا هاته " فقه أسلمة العلوم ".
ونعني به الفقه الذي يجعل المعلومات الإسلامية حية في كل العلوم .. فلا يبقى القرآن والحديث بعيدان عن العديد من العلوم التي أشارا لها.. وبذلك يتأتى لنا استنباط علوم إسلامية جديدة وكذا تطبيب العديد من العلوم ...فمثلا في :
مادة الطب والصيدلة :
نرى أن هذين العلمين لم يستفيدا بعد استفادة عميقة من الطب الإسلامي ..والخطأ أن الغرب حقا استفاد من بعض الأطباء والصيادلة المسلمين كابن سينا..  ظانا أن ابن سينا  يمثل مصدرا للطب الإسلامي وليس فقط مجتهدا ...فعمي عن دراسة أصول الطب الإسلامي المتمثلة أساسا في الطب النبوي ..فكتاب " الطب النبوي "  مثلا ولحد الآن كتاب ميت: إذ لا زالت تتعامل معه فقط عقول بسيطة في تكوينها الطبي والصيدلي.. ولو اكتشفناه كمرجع طبي بمنهجية صيدلية وطبية متطورة لكان لنا السبق للعديد من البدائل الطبية.. ولهذا ندعو :إستفادة الطب بشتى شعبه والصيدلة بشتى شعبها من أحاديث الرسول صلوات الله عليه والقرآن الكريم : 

 فمثلا حينما نسمع أن رسول الله صلوات الله عليه قال :" الحبة السوداء دواء لكل داء " ونلمس ذاك حقا من خلال التداوي بها وبزيوتها ، نتساءل لماذا لم يفطن الصيادلة لهاته المادة ودراستها كيميائيا لاكتشاف كل نجاعاتها الشافية .. ثم تقديمها عصريا : وهذا أمر ليس محصورا في الحبة السوداء بل في كل كتاب الطب النبوي الذي من الواجب إحياؤه: فلا تنقصه إلا العلمية المعاصرة .
فأين اجتهاداتكم إسلاميا يا أطباء وصيادلة الإسلام؟
وهاته دعوة لك أخي الصيدلي أخي الطبيب المسلم : " إربط مهنتك ما استطعت بالطب النبوي ..واجتهد لتكون سباقا لأدوية جديدة للعديد من الأمراض قدوة بطب رسول الله صلوات الله عليه لكن بمنهج طبي حديث " فالطب النبوي اليوم راقد ونخاف أن يكتشفه غيرنا : فنعقب بعد إكتشافها من العلماء الآخرين  بقولنا: " إنها في القرآن الكريم ":

 فهي آيات علمية في قرآننا :لكن لم لم نكتشفها قبلهم ؟.. أتريدون أن ينطبق علينا قوله تعالى في اليهود " كمثل الحمار يحمل أسفارا " ..
فالذي يحمل كتابا مقدسا نزل من السماء وباسم الرب الخالق سبحانه وتعالى ثم لا يتدبره ما استطاع فهو حقا ............... .
وهناك العديد من الهيئات المهتمة بأسلمة العلوم..والتي نرجو التواصل معها عمليا لإخراج هاته الشعبة.
كما أن هناك مادة أخرى كبيرة: لنا إشكالية في تنزيلها: وهي مادة الإقتصاد الإسلامي ،فالعديد من الإخوة وعوا بهذا العلم القيم ..وله اليوم كتب عديدة ومجلدات بل وإنزالات كثيرة لحد إنشاء بعض الإخوة للبنوك الإسلامية ... وهاته بداية لكن كيف ننزل اقتصادنا كله عالميا ؟ذاك ما نريد أن نساهم فيه من خلال مادة : الإقتصاد الإجتماعي الإسلامي كمدخل لاقتصادنا الإسلامي